هل اهتراء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين يحفظ حق العودة؟
أن تكون لاجئاً في وطنك مدعاة للمأساة، اهتراء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين تعد سمة بارزة في الحفاظ على حق العودة من وجهة نظر الكثيرين.
وعلى الرغم من أنه تم تحديد يوماً للنكبة إلا أنهم غفلوا أن النكبة ستستمر إلى يومنا هذا، والتي تتمثل بالحياة المأساوية التي يعيشونها.
فقد ألقت النكبة بظلالها على ماضيهم وحاضرهم وعلى مستقبل أبنائهم وطريقة عيشهم !
حيث لا تزال الصدمة التاريخية حاضرة في أذهان اللاجئين.
وأصبحت جرحاً نازفاً يزداد يوماً بعد يوم مع إنكار الاحتلال الإسرائيلي لحقهم المشروع في العودة إلى أراضيهم بناء على القرار الصادر من الأمم المتحدة رقم 194.
النظرية التي تنادي بعدم تحسين المخيمات الفلسطينية:
يبدو أنه لم يتبادر أبداً في أذهان أصحاب هذه النظرية أن اللاجئين سيظلوا عالقين في تلك المخيمات الرثة لعقود طويلة لا تصلح للحياة.
فقط أثبتت هذه النظرية فشلها في وقتنا الراهن، حيث نادت بعدم تحسين الحياة في المخيمات الفلسطينية لضمان حق العودة باعتبار هذه المخيمات حالة مؤقتة.
و تعبر عن الهوية الفلسطينية والوطنية ، وتؤكد أن إعادة التوطين في المخيمات قد يؤدي إلى تثبيت اللاجئين في مكانهم الحالي.
وبالتالي تقليل ضغط المجتمع الدولي على إسرائيل للمضي قدمًا في تحقيق الحل العادل للنزاع الفلسطيني .
وهُنا نتساءل حول ماذا لو لم يتغير حال اللاجئين ولم تُحل القضية ، وبقيت عالقة هل سنحكم بالموت عليها؟
اهتراء المخيمات.. تعبيراً عن الهوية الفلسطينية!
تعتبر المخيمات الفلسطينية رمزاً للهوية الفلسطينية ،فهي تجسيداً لاستمرارية نضال الشعب الفلسطيني في المطالبة بحقه في العودة.
والتي تشكل جزءً من الذاكرة الجماعية وترمز إلى الحق الأساسي في العودة إلى ديارهم الأصلية.
وحتى يتم تذكير العالم حول الحياة المأساوية التي يعاني منها اللاجئين الفلسطينيين.
فيديو عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات:
انفوجرافيك عن اهتراء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين:
:
عقوداً سبع:
إلا أن العقود السبع التي مضت على النكبة لم يطرأ عليها أي تغيير على الصعيد السياسي لحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم الأصلية.
فكلما زاد اهتراء المخيمات أصبحت قضية اللاجئين على الهامش.
بل وتزداد معاناتهم وأزماتهم في كافة مناحي الحياة سوءً وخاصة تلك الاقتصادية.
والتي كان آخرها تقليص الاونروا للمساعدات الغذائية المقدمة للاجئين في قطاع غزة .
هل بقاء اللاجئ الفلسطيني داخل المخيمات يعني أن تكون حياته مستباحة ؟
يواجه اللاجئ الفلسطيني في كل مكانٍ تحديات جمة وظروفاً صعبة تؤثر على جودة حياته.
رغم الجهود المكثفة التي تبذلها المنظمات الدولية وغير الحكومية التي تختص في شؤون اللاجئين مثل الأونروا. في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية وتوفير الخدمات الأساسية وأدنى متطلبات الحياة.
ولكن إلى متى سيبقى اللاجئ الفلسطيني يعيش تحت رحمة تلك المؤسسات، ففي أحيان يتم تأخير صرف المساعدات.
وأحيان اخرى يتم تقليل حجم التمويل ، ومرات يُذاع على الاعلام أنها ستتحول لقضية انسانية واغاثية حتى تموت القضية أو بالأحرى اللاجئ وهو على قيد الحياة !
ماذا لم تم انشاء أبنية سكنية للاجئين الفلسطينيين؟
تبادر إلى ذهني سؤالاً، ماذا لو تم توفير أبنية سكنية للاجئين الفلسطينيين في أفضل الأحياء الفلسطينية أو في أي بقعة في العالم.
هل سينسى أنه لاجئ يوماً ما؟ وهل العيش الرغيد سيسقط حقه في العودة إلى الديار، وهل يوجد نصوص قانونية دولية تُرهن الترف بإسقاط الحق.
أياً كان نوع هذا الحق؟ أم أن توفير هذه الأبنية قد يؤدي تحويل حق العودة إلى التوطين الدائم؟
في النهاية:
لا أعلم، ولكن يبدو أن اهتراء المخيمات قد يُبقي على الذاكرة حية، ولا يسقط ذلك الحق عنهم.
لذلك المعاناة ستبقى مستمرة طالما أنها مرهونة بحل قضية اللاجئين.
فقد تنتهي في غضون سنواتٍ قليلة ، ولكن ماذا لو ظلت أبدية!
فهل اهتراء المخيمات الفلسطينية ستجعل العودة حتمية! وإلى متى سيبقى اللاجئ الفلسطيني يعيش في العراء كما القرون القديمة رغم حداثة العصر؟
اذا اعجبتك مقالة “ هل اهتراء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين يحفظ حق العودة؟” اترك لنا تعليقاً في الأسفل وشارك المقالة على روابط التواصل الاجتماعي على الجانب الأيمن